في ظل التحديات البيئيّة والاقتصاديّة المتزايدة التي نواجهها اليوم، أصبح ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المنازل موضوعاً ذا أهمية قصوى، حيث تستهلك المنازل جزءاً كبيراً من إجمالي الطاقة التي يتم إنتاجها، مما يجعل كل جهد في تقليل الاستهلاك يؤثر بشكل مُباشر على البيئة وعلى فاتورة الكهرباء، ومن خلال تبني استراتيجيات فعّالة وممارسات ذكية، يمكننا ليس فقط تقليص التكاليف الشهرية ولكن أيضاً المساهمة في حماية الموارد الطبيعية وتقليل الانبعاثات الضارة، وفي هذا المقال المُقدم من منصة طابو العقاريّة، سنستعرض أبرز الطرق والوسائل التي يمكن أن تسهم في تحقيق استهلاك أكثر كفاءة للطاقة الكهربائية، بدءاً من تحسين استخدام الأجهزة الكهربائية وصولاً إلى تبني حلول تكنولوجية حديثة.
1-ترشيد استهلاك الكهرباء في تشغيل الأجهزة
تُعد الأجهزة المنزلية من أكثر الأجهزة إستهلاكًا للطاقة الكهربائيّة ومن أبرز تلك الأجهزة هي أجهزة التسخين كسخانات المياه والمُكيفات وغيرها من الأجهزة التي تُستخدم بكثرة في المنزل، وإذا كنت تتساءل عن كيف نُحافظ على الكهرباء في المنزل من خلال هذه الأجهزة يمكنك إتباع الخطوات التالية:
- تنظيف مُكيّف الهواء بصورة دورية للتخلص من الشوائب العالقة في الفلاتر التي من شأنها إعاقة تدفق الهواء، مما يتطلب طاقة أكبر ليعمل المُكيّف بنفس الكفاءة.
- تركيب جهاز الثيرموسات في أجهزة التكييف حيث يعمل هذا الجهاز على رفع درجة الحرارة تلقائيّة أو فصل التكييف في حال تواجدك خارج المنزل.
- احرص على عدم تشغيل الغسالة قبل أن تمتلئ تمامًا بالملابس، نظرًا لأن الغسالة تستهلك ما يُعادل كيلو واط من الكهرباء في الدورة الواحدة، فعلى سبيل المثال إذا كنت تقوم بتشغيل الغسالة الأوتوماتيك ثلاث مرات في الأسبوع من المُمكن أن يصب متوسط استهلاك الكهرباء السنوي إلى 150 كيلو واط في الساعة.
- تؤدي بعض أعطال الثلاجات إلى زيادة في موتور الثلاجة بشكل متكرر ودون توقّف، مما يؤدي إلى إستهلاك الكهرباء بشكل أكبر، ويُعزى هذا السبب إلى تراكم الأتربة والغُبار على لفائف المُكثف، الأمر الذي يدعو إلى تنظيفها دوريًا باستخدام فرشاة وأداة مُلائمة.
2- استخدام الأجهزة المُوفرة للطاقة
تستهلك الأجهزة الكهربائيّة القديمة مقدارًا كبيرًا من الطاقة، ومع التطوّر التكنولوجي الذي يشهده العالم فقد أصبحت الأجهزة الكهربائيّة الحديثة موفرة للإستهلاك، وعلى الرغم من فرق السعر ما بين الأجهزة القديمة والأجهزة الحديثة إلا أن الأجهزة الحديثة ذات فترة صلاحيّة أكبر، وتزيد من فرصة ترشيد استهلاك الكهرباء داخل المنزل.
- مصبح توفير الطاقة:لا يقتصر استهلاك الكهرباء والطاقة في المنازل على الأجهزة الكهربائيّة الرئيسيّة في المنزل فقط مثل الغسالة والثلاجة، بل أن الإضاءة تلعب دورًا مهمًا في ذلك، كما يجب الحرص على شراء المصابيح الموفّرة للطاقة، فهي تعمل على منح إنارة أكبر بمعدل إستهلاك أقل للكهرباء، ولذلك لا بُدَّ من التركيز على شراء المصابيح الموفرة للطاقة من مثل مصابيح إل إي دي وغيرها من المصابيح.
- السخّانات الشمسيّة: السخّانات الشمسية هي واحدة من أجهزة الطاقة الشمسيّة الأكثر شيوعًا في المنازل، فهي من الأجهزة التي لا تُشكّل خطرًا على البيئة من ناحية، وتُعتبر واحدة من أنجح طُرق ترشيد الكهرباء من ناحية أخرى، فقد تبيّن في دراسات عديدة أن الإعتماد على الطاقة الشمسيّة يوفّر ما نسبته 40% من قيمة فاتورة الكهرباء، مع الإشارة إلى ضرورة ترشيد إستهلاك الطاقة الشمسية وعدم الإسراف في إستهلاكها.
- الحفاظ على موارد الطاقة الطبيعيّة المحدودة، فالطاقة الكهربائيّة تنتج من مصادر طبيعيّة كالفحم والنفط والغاز، وهذه المصادر تُعرف بأنها مصادر ليست مُتجددة وتنفذ مع مرو الزمن، وبالتالي فإن ترشيد إستهلاك الطاقة الكهربائيّة يُساعد في الحفاظ على هذه الموارد الثمينة، ويُساهم في توفيرها للأجيال القادمة.
- يؤدي الإستهلاك الزائد للطاقة الكهربائيّة إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، وهذا الأمر يُساهم في تغيير المُناخ وزيادة حدة الظواهر الجويّة الطارئة، مثل الأعاصير والفيضانات، وبالتالي فإن ترشيد الطاقة الكهربائيّة يُساهم بشكل كبير في تقليل الإنبعاثات الضارّة بالبيئة، ويُحافظ على صحّة الكوكب.
- ترشيد إستهلاك الطاقة الكهربائيّة يُعد أمرًا حيويًا للغاية، حيث تزداد احتياجاتنا للطاقة يومًا بعد يوم وتتزايد الضغوط على الموارد الطبيعيّة التي تنتج هذه الطاقة، لذلك يجب علينا أن نعي بشكل كبير أهمية ترشيد استخدام الطاقة الكهربائيّة وتبنّي عادات وتقنيات جديدة لتقليل استهلاكنا للطاقة الكهربائيّة.