يرغب العديد من الأشخاص معرفة أسس وكيفيّة إختيار قطعة الأرض لتلافي الوقوع في مشكلة شراء الأرض ومن ثم إكتشاف أنها لا تصلح لأهدافك أو لا تحقق طموحاتك، لهذا السبب قُمنا في منصة طابو العقاري بتقديم مقال حول كيفيّة إختيار قطعة الأرض المُناسبة لك بعناية لبناء عقارك عليها كي لا تتكبد بخسائر طائلة في أرضٍ لا تُلائم إحتياجاتك.
يتوقف اختيار قطعة الأرض قبل البناء على عدّة عوامل، جغرافية، قانونية، ومساحيّة، وجميعها مرتبطة ببعضها البعض، أي أن أمر الإختيار لا يرتبط فقط بموقع الأرض أو الحي الكائنة فيه، إنما يرتبط بعدّة أمور أخرى ومنها:
1-فئة المشروع
تتنوع المشروعات العقارية بحسب الإستخدام النهائي للمبنى إلى ثلاثة فئات رئيسيّة وهي؛ سكنية، تجاري، صناعية، فبالتالي اختيار قطعة أرض المشروع لا بُدَّ وأن يوضع في عين الإعتبار التصنيف الفئوي للمشروع، لأنه عنصر أساسي في الإختيار الجيّد، ومن الأمثلة المُباشرة التي توضح خسائر عدم العناية بفئة المشروع هي تضييع الفرص الإستثمارية التي تُتيحها الدولة للمشروعات الصناعية المتمثلة في طرح قطع أراضي لبناء المصانع والمستودعات بأسعار منخفضة أو إعفاءات ضريبيّة، كما تتطلب المباني السكنيّة التواجد بداخل حيّز عمراني زاخر بالمؤسسات الخدمية والترفيهيّة لتحقيق الحد المُناسب من جودة الحياة، فبالتالي يُعد اختيار قطعة أرض سكنية بعيدة جغرافيًا عن هذه المرافق تكلفة إضافية مرهقة على مصاريف السكن، فضلاً عن تكبد العديد من المشاق والمصاعب.
2-نظم وقوانين البناء
من أهم الأمور التي يجب أن تؤخذ في عين الإعتبار عند إختيار قطعة الأرض هي النظم والقوانين الخاصّة بالتشييد والبناء في المنطقة الكائنة فيها قطعة الأرض، لكيلا يتم شراؤها، ثُم يُكتشف في ما بعد أن القوانين والنظم الخاصة بالتشييد والبناء في المنطقة التي يقع فيها قطعة الأرض لا تسمح بتشييد المباني من فئة المشروع المقررة، أو تُسمح بها مع وجود بعض الإعتبارات الخاصة ببنود التشييد مثل الإرتفاعات، ترك فراغات ومساحات حول المبنى، ليكتشف المُشتري في ما بعد أنه تكبد أموال في مساحة أرض كبيرة.
3-الأرض بالنسبة للحي
لا يتوقف التدقيق في موقع الأرض على مجرد اختيار الحي أو المنطقة، بل لا بُدَّ أن يمتد إلى تقييم هذا الموقع بالنسبة لأرجاء الحي وما يحتضنه من شوارع رئيسيّة وفرعية، على سبيل المثال في حال استهداف إنشاء مشروع تجاري، فنحن هُنا بحاجة ماسّة لإختيار قطعة أرض تطل على شارع رئيسي عريض في الحي، وفي ذات الوقت يجب أن يتمتع الشارع بالحيوية والحركة على مدار الساعة، في حين أنه لو كان المُستهدف هو إنشاء مبنى سكني فهُنا قد تتغير آلية اختيار موقع الأرض بالنسبة للحيّ، بتغير نوع المبنى السكني، فإذا كان المنزل المُراد إقامته منزل عائلي يُمكن اختيار قطعة أرض مطلة على شارع جانبي، وفي حال كان المُراد تشييد بُرج سكني للتجارة بالبيع والإيجار فهُنا تختلف الآلية، لأنه كلما كان البُرج في شوارع عريضة واسعة، فإن حركة البيع والإيجار ستكون أسرع، وفي كل الحالات من الضروري الإهتمام بسهولة الوصول للمبنى سواء أكان تجاري أو سكني.
4-نوعية التربة
لك أن تعلم بأن نوعية التُربة تتدخل بشكل كبير في تحديد تكاليف البناء، وتحديد عمر المبنى وسلامته بعد البناء، كما أنها قد تُعيق عملية البناء من الأساس، نظرًا لأن أسس التعامل مع التربة الطينيّة تُعد مختلفة عن التُربة الردم عن التُربة الإنهيارية عن التربة المشبعة بالمياه الجوفية عن التربة الرملية عن التربة الصخرية، ومن أهم اختبارات فحص التربة أخذ عينة منها وتسليط ضغط كبير جدًا عليها لقياس مدى تحملها مع قياس مُقاومتها للإختراق.
5-المساحة والأبعاد
قُلنا سابقًا بأن بعض قوانين البناء في مناطق مُعينة تفرض البناء والتشييد على نسبةً ما في الأرض وترك ما تبقى، لذلك فإننا هُنا نحتاج إلى إختيار مساحة الأرض الإجمالية التي تُعطينا في النهاية مساحة مُقررة للبناء مُناسبة للهدف من المشروع، على سبيل المثال إذا استهدفنا تشييد منزل بمساحة 100 متر مربع، ونظام الأبنية يُفرض ترك 20% من مساحة الأرض، ففي هذه الحالة يتوجب إضافة النسب المتروكة من الأرض إلى مساحة المبنى الفعلية التي نبتغيها.